الخميس، 3 مايو 2012

الشـــــــــــــــــك الجزء الثالث

عندما تتشابك الاسئله تتنافر المواقف و تتناثر المشاعر. تتقصف سنون رماحى تتباعد خطوط دفاعى. لم يعد فى وسعى الصمود طويلا. تتزاحم الاسئلة فى راسى؛ اين اختفت بعد عودتها؟ لماذا سافرت الى اوربا؟ اين كنت و قتها؟مع من كانت؟ اسئلة كثيرة تحوم حولى لا استطيع ان امسك بواحد منهم لافكر فيه حتى يهاجمنى الاخر فاترك الاول و احاول ان الاحق الاخر و هكذا حتى انهكت تماما. اذا لابد من الانسحاب لخطوطى الخلفية حتى استطيع ان استجمع قواتى و قواى مرة اخرى.


فلنعد للصندوق مرة اخرى على اجد ما يفيدنى لتخطى هذه المشكلة التى لم استعد لها مطلقا. لا ادرى هل هذا الصندوق هو مخزن ذخيرتى ام انه كمين نصبه لى ابى. لم يعد هناك الكثير فى الصندوق. ورقة مطبقة، فردتها امام عينى ، كانت شهادة وفاة امى، تاريخ الوفاة سابق لتاريخ عودتها لمصر باسبوعين، واضح انها ماتت هناك وتم دفنها فى مصر، لكن لماذا كان ابى ينكر وجودها فى حياته لم تحل هذه الاوراق اللغز و لكنها زادتها تعقيدا.


مازالت الاسئلة تحوم حول راسى، تملا الفراغ حولى، تحاول مصارعتى؟ لكن تتراجع و كانها تعاندنى، ليتها تصعقنى و تنتهى المعركة. تتضائل فرص انتصارى فى معركتى. الورقة الاخيره فى الكمين الذى اوقعنى فيه ابى، ترجمة لتقرير طبى لسبب وفاة امى "هبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة لتعاطى جرعة زائدة من المخدرات" هل سافرت لتعاطى المخدرات. لا يمكن ان تكون برفقة ابى فى هذه المرحلة. ثم فى هذا الوقت كانت الحرب و كان ابى لا يمكنه مغادرة البلاد. فمهامه التى كان يقوم بها كلها معلقة على حوائط المنزل. شهادات و نياشين لامعه، كنت احسدها على نظرات الحب التى كان يرمقها بهم.


فرغ الصندوق من الاوراق و لكن هناك صورة. صورة لثلاثة من الشباب احدهما يرتدى ملابسه العسكريه.


هناك تعليقان (2):

  1. لاجدوى لرجوع طالما تحديت وبنيت وصنعت المجد ولا فائدة من البحث عن القديم لأنه قد يبيد ما صنعت وكن كالماء المتجدد...فهو طاهر مطهرأوكالنخلة تهمل ولما تثمر ترمى بالحجارة ...فتلقى ثمرها وهى صابر ة شامخة لاتعبء بالطوب أو الرياح

    ردحذف
  2. عندما نبحث فى ماضينا نستطيع جيدا ان نفهم واقعنا و نخطط لمستقبلنا

    ردحذف