السبت، 28 أبريل 2012

الشـــــــــــــــــــــك الجزء الثانى

كان صندوق صغير لا يزيد حجمه عن الصناديق الكرتونيه التى تضع بها الاحذية الجديده. كان الصندوق خشبى مطعم بالنحاس. كان قديما و لكنه يبدو كالجديد. واضح انه كان محفوظ بعناية. لكن اين كان يحتفظ به؟ لقد بحثت فى كل المنزل و لم اترك مكان الا وبحثت فيه. لابد انه كان يخبئه خارج المنزل. بالتاكيد عند عمى.


قمت ابحث عن ابى فى المنزل لم اجده. انه يلاعبنى بخبرته العسكريه. لكن لا مانع عندى فانا ساتمكن من السيطرة على الامور فى النهاية. لقد كبر فى السن و لن يتحمل ضغطى عليه لذلك فهو يهرب من المواجهة.


لا هو لم يهرب من مواجاهتى و لكنه يريدنى ان اواجه غموض الماضى الذى لفنى به طوال السنين الماضيه وحدى. يا له من خبيث و لكن انا استطيع المواجهه وحدى. الان مواجهتى الان اختلفت و لم اكن مستعد لها. كنت قد اعددت خططى لمواجهته هو لا الماضى. و لكن مالفرق فانا كنت ساواجهه حتى يكشف لى الماضى. لابد ان هذا الصندوق به ما يخص امى و قد حان وقت كشف المستور.


جلست على سريرى و التقطت انفاسى حتى استطيع ان اعمل تفكيرى فيما ساواجه. فتحت الصندوق فوجدت به اوراق و فوقهم خاتم ذهبي. أمسكت بالخاتم كان يبدو عليه انه خاتم زواج حريمى. تفحصته فوجدت اسم ابى محفور بالداخل. اذا هو خاتم زواج امى. حاولت من خلال هذا الخاتم رسم صوره لها و لكنه كان شبه مستحيل. وضعت الخاتم جانبا على وسادتى و بدات اتفحص الورق. كانت اخر ورقة هى عبارة عن صوره لامراة. اذا هذه هى امى. الصورة قديمه ابيض و اسود. لكن ملامحها واضحه جدا. الصورة تبدو انها فى سبعينات القرن الماضى واضح من الازياء التى كانت ترتديها. لم تكن جميله كما اتوقع. امراة عاديه . شعر اسود فاحم طويل ينسدل على ظهرها. ملامحها رقيقه و لها ابتسامه شاذه. تبدو فى الصورة بيضاء و لكن واضح انها لم تكن هكذا. فيديها سمراء لم يلتفت المصور لهذا او ربما انها لم تكن تتقن فن التزين. تبدو انها من اعماق الريف و لكنها تحاول الظهور بمظهر اهل المدن فتحولت الى شئ غريب لا ترتاح عندما تراه. هل هذه هى امى؟


تحسست الورق بيدى فوجدت بين الاوراق شئ يشبه الدفتر. بحثت عنه حتى وصلت اليه. دفتر اخضر مطبوع على غلافه نسر ذهبى. جواز سفر مصرى. فتحته فوجدت به صورة لنفس السيده التى رائيتها فى الصورة من قبل. الاسم المسجل يتطابق مع اسم امى. اذا هذه امى فعلا و مؤكدا. لم اكن اتوقع ان تكون هكذا. كنت قد رسمت لها صورة مختلفة تماما عن ما فى الصورة. كنت اعتقد ان ملامحها اكثر طيبه و كنت اتصورها بيضاء سمينه. كنت اعتقد ان لها ابتسمه اكثر طيبه من ذلك، و لكن واضح ان خيالى كان ضعيف لم يرتقى حتى للواقع. بدات اقلب فى صفحات الجواز وجدت به العديد من التاشيرات. كلها لدول فى اوروبا. رجعت لبيانات جواز السفر لارى المهنه. وجدت انها بدون. نظرت على اول تاشيرة سفر لها و جدتها الى المانيا و كانت تقريبا بعد ولادتى تقريبا باربع شهور. تفحصت اوراق الجواز فلم اجد بها الا ختم دخول واحد لمصر و كان تقريبا و انا عمرى اربع سنوات و نصف. تقريبا سافرت ما يقارب اربع سنوت. لكن عندما عادت اين اختفت؟ 



هناك تعليقان (2):

  1. هل قصتك رمزية تعبر عما نحن فيه من ظروف أم تراها تعود لما حدث لابى اسماعيل المرشح...أم ماذا بعد الشك إلا اليقين,,,فأمك وإن ام ترها عينك يرسم لها خاطرك أسمى الصور...وكذلك أبوك الصلبى وإن قسى أم أبوك عمك أو خلك أو زوج أمك فلك من ظلمه ماتشاْ كما هو حال المشير...ولحوانك قل ما تشاء فالاخ ناصر وإن لم يك كذلك,,,فهو الضياع والخيانة

    ردحذف
  2. هى علاقة كبيرة بمايحدث هذه الايام و لكن ليس ابو اسماعيل فقط
    انه تيار كامل يتاجر بنا و يستغلنا بعد ان رسم له البعض فى مخيلته صورة جميله

    ردحذف