الأربعاء، 25 أبريل 2012

عـــــــــــــــــود ثقــــــــــــــــــــاب


"عندما تظلم الدنيا من حولك اشعل مصباحك" الحكمة الوحيده التى اتذكرها عن جدتى ذات الفم الخالى الا من سنة واحده.

 لا ادرى لماذ لم تعلمنى الا هذه الحكمة. هل لعنادى الدائم منذ طفولتى؟ او ربما لانها لم تكن تعرف الا هذه الحكمة.

 

 تذكرت حكمتها اليوم و الظلام يشتد من حولى, يكاد يخنقنى. تحسست جيبى فشعرت بعلبة الثقاب, هززتها لاتاكد من انها ليست فارغة. اخرجت عود ثقاب و اشعلته. عم النور المكان و بدات البحث عن مصباحى القديم الذى لا اتذكر متى او اين اخرى مرة رايته. بحثت عنه كثيرا لكنى لم اجده. قضت النار على عود الثقاب كاملا وصلت النار الى اصابعى فهززت العود بصورة لا ارادية و رميته على ارضية الغرفة. وضعت اصبعى فى فمى محاولا تبريده وعدت ابحث عن مصباحى القديم. تحسست فى كل اماكن غرفتى و اخيرا شعرت به تحت يدى. كان مغطى بالتراب خلف كومة من الكتب القديمة التى اهملتها من زمن. تحسسته برفق و مسحت عنه التراب و كانى اقدم له اعتذارى.

 

شعرت بان الظلام يخنقنى و انفاسى تتسارع و تعلو. اخيرا ساتخلص من وحدتى المقيتة, سيؤنسنى نور المصباح فى هذه الظلمة. ساجد على الاقل ظل احدثه و الاعبه.

 

 ظل الاعبه!

هانا اعود لطفولتى لالعب مع ظلى. ساعود مرة اخرى لمص اصبعى لاشباع رغبتى كما ادعى فرويد.

او قد اعود لمراهقتى واتذكر محاولاتى الحثيثة للتخلص من حبى الذى تعايشت معه فى طفولتى, محاولات كثيرة لاستطيع ان انسى او استبدل هذا الحب و كلها فشلت.

 فشلت اما لعنادى الذى اشتهرت به او ربما لان كل من توهمت حبهم لم يستطيعوا ان يعوضونى عنها. لقد حاولت كثيرا و حاولوا كثيرا معى و لكن تشبثى بمن احببت فى طفولتى كان اقوى من الجميع. كان هذا الحب شئ غريزى لا استطيع ان اتخلص منه.

الان انا اعيش فى العقد الرابع من عمرى و مازلت متعلق بهذا الحب, يجتاح نفسى. ابحث عنه اينما سرت, احلم به وسط هذا الظلام الدامس الذى يحيط بى. حب يملكنى و لا املكه حب يسكن تحت جلدى يجرى فى عروقى يسيطر على كل ذرة فى جسدى. تنادى به كل خلية تشتاق اليه انفاسى تشتهيه روحى اشعر و كانى ميت بدونه. هو الهواء الذى يحيينى و هو الماء الذى الذى يمنحنى الحياة.

 

 تحسست المصباح فوجدته مستكين  بين اصابعى و كانه يحتضنهم فرحا بعودته اليهم. هززت علبة الثقاب فسمعت صوت ضعيف. عود واحد وحيد يشتكى من الوحدة مثلى. اخرجته بحرص. كنت قد امسكته من راسه الحمراء شعرت ان يستغيث من اصابعى و كانها تخنقه. خففت الضغط عليه فوقع منى على الارض سمعت فى فراغ الصمت المحيط بصرخة المه عند ارتطامه بالارض الصلبه. انحنيت على الارض احسس بيد و باليد الاخرى امسك مصباحى الذى التصق بصدرى كابن وجد امه التى تركته عمر طويلا يبكى وحده. و بعد عناء وجدت عود الثقاب الاخير معى. امسكته برفق و اشعلته فاهتز ظلى على الحائط اشعلت المصباح فوجدت الحائط مملوء بظلال كلها تهتف بالحرية

هناك تعليقان (2):

  1. أنك متأئر بالادب اليونانى وخاصة أعمال أوديب أسلوبك يمضى على نسق ذاك الادب كالأتى:1-تتدخل كثير فى الحوار
    2-تملى الى الجانب التحليلى المأساوى فكان أولى تترك القارئ يضع هو الظلال والخيال
    3- الرمزية مسيطرة من أول العمل إلى أخره وهذا لايناسب عصرنا...عصر السرعه وكبر الصدمه التى توقف القارئ الحديث
    4-مضيت على نمط الجوقة من خلال الحوار الداحلى للشحصية
    ولكنها جميلة تحتاج لتفكير عميق لربط الرموز بدلاتها

    ردحذف